•شاهدنا وللأسف الشديد عبر بعض وسائل الإعلام استقبال " جورج " من قبل من تدافعوا وبشغفٍ ولهفة ولوعة لاستقبال ومشاهدة شخصٍ جاء ليقدّم أغنيةً ما..... مقابل الحصول على مبلغ من المال سيعود بعدها لبلده مع ما حصل عليه من مبالغ وهدايا وعطايا. كان الأولى أن نتغنى بالمطربين الأردنيين الذين يتغنون بالوطن وأمجاده. وأن تدفع المبالغ التي تخرج من الوطن لهؤلاء الذين يعاني الكثير منهم من ظروف مادية سيئة ونحن بأمس الحاجة لكلّ فلس قبل خروجه من البلد إلا للضرورة القصوى خاصةً في هذه الظروف المادية القاسية.
•مع الاحترام الشديد لشخصه وكأن الاستقبال لمن جاء لتحرير القدس والمقدسات أو لينقذ الاقتصاد الأردني من الوضع المتدهور وحلّ ما يعاني المواطن الأردني من فقرٍ وبطالة وضنكٍ للعيش وظروفٍ صعبةٍ قاسية تزداد سوءاً وتعقيداً يوماً بعد يوم. الشعب الأردني الشهم هو من يحافظ على سمعته العطرة بين كافة الشعوب من خلال العمل بالكنوز الثمينة لمنظومة القيم المتوارثة التي يحاول البعض النيل منها وحتى تلاشيها من خلال فرض بعض الأجندات الأجنبية التي طالت معظم مرافق الحياة بحجة ما يسمى بالدولة المدنية والوسائل التربوية الحديثة وحقوق الطفل والمرأة والإنسان وسيداو وما أدراك ما سيداو والإفراط الزائد وشبه المطلق بالحريّات العامة التي أدّت إلى الفلتان والتسيّب والإهمال. وما نشاهده بين الحين والآخر من مثل هكذا ممارسات وغيرها كالمثليين والتبرّج الصاخب والكثير من الممارسات السلبية الغريبة على عادات وتقاليد شعبنا الأردني العروبيّ. تلك الممارسات التي تخدش الحياء وتسيء لقيمنا الحميدة متجاهلين أن مصدّري تلك الأجندات لا يمكن أن يريدوا لأوطاننا الأمن والاستقرار ولا لشعوبنا التقدّم والازدهار. ولا بدّ من أن ندرك أن من يمارس مثل هكذا ممارسات هم خريجي مدارسنا ومعاهدنا وليس من قبل أشخاص جاءوا من كوكب آخر. وبنفس الوقت نتجاهل أنه إذا صلحت مخرجات التربية والقضاء صلح المجتمع بأسره. وعليه لا بدّ من إعادة النظر بأسلوب تربية وتنشئة الشباب أمل الأمة وقادة المستقبل من خلال استبعاد هذه الاجندات وتحصين المجتمع ضدّها. والعودة إلى الكنوز الثمينة من أرشيف ومناهج الأساليب التربوية للسلف الصالح الذين استبدلوا اسم وزارة المعارف سابقاً باسمها الحالي وأعدوا أجيالاً تربوا على الفضيلة والخلق الحسن. وبذلك استطاعوا أن يحوّلوا صحراء الوطن القاحلة إلى جنّاتٍ غنّاء وشيّدوا صروحه الشامخة. وساهموا في نموّ وتقدم وازدهار بعض الدول الشقيقة والصديقة. رغم شحّ الموارد والإمكانيات آنذاك. إلا أن سلاحهم كان العمل بكلّ جدٍّ ونزاهةٍ وأمانةٍ واخلاص وبشهامة ورجولة وكبرياء الشعب الأردني العروبي. بعيداً عن تقمص لهجات وممارسات الآخرين. وإذا أردنا لشعبنا التقدّم والازدهار ولوطننا الأمن والاستقرار لا بدّ من العمل بمنظومة القيم الحميدة وضبط السلوك المجتمعي.